فصل: قال القرطبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن عطية:

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي}.
المعنى واذكر يوم، والضمير في {نحشرهم} للكفار، وقوله: {وما يعبدون} يريد به كل شيء عبد من دون الله فغلب العبارة عما لا يعقل من الأوثان لأنها كانت الأغلب وقت المخاطبة، وقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص والأعرج وأبو جعفر {يحشرهم} {فيقول} بالياء، وفي قراءة عبد الله {وما يعبدون من دونك}، وقرأ الأعرج {نحشِرهم} بكسر الشين وهي قليل في الاستعمال قوية في القياس لأن يفعِل بكسر العين في المتعدي أقيس من يفعُل بضم العين، وهذه الآية تتضمن الخبر عن أن الله يوبّخ الكفار في القيامة بأن يوقف المعبودين على هذا المعنى ليقع الجواب بالتبري من الذنب فيقع الخزي على الكافرين، واختلف الناس في الموقف المجيب في هذه الآية، فقال جمهور المفسرين هو كل من ظلم بأن عبد ممن يعقل كالملائكة وعزير وعيسى وغيرهم، وقال الضحاك وعكرمة الموقف المجيب الأصنام التي لا تعقل يقدرها الله تعالى يومئذ على هذه المقالة ويجيء خزي الكفرة لذلك أبلغ، وقرأ جمهور الناس {نَتخذ} بفتح النون وذهبوا بالمعنى إلى أنه من قول من يعقل وأن هذه الآية بمعنى التي في سورة سبأ: {ويوم نحشرهم جميعًا ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم} [سبأ: 40- 41]، وكقول عيسى عليه السلام {وما قلت لهم إلا ما أمرتني به} [المائدة: 117]، و{من أولياء} في هذه القراءة في موضع المفعول به، وقرأ أبو جعفر والحسن وأبو الدرداء وزيد بن ثابت وأبو رجاء ونصر بن علقمة ومكحول وزيد بن علي وحفص بن حميد {نُتخذ} بضم النون، وتذهب هذه مذهب من يرى أن الموقف المجيب الأوثان ويضعف هذه القراءة دخول {من} في قوله: {من أولياء}، اعترض بذلك سعيد بن جبير، وغيره، قال أبو الفتح {من أولياء} في موضع الحال ودخلت {من} زائدة لمكان النفي المتقدم كما تقول ما اتخذت زيدًا من وكيل، وقرأ علقمة {ما ينبغي} بسقوط {كان} وثبوتها أمكن في المعنى، لأنهم أخبروا على حال كانت في الدنيا ووقت الإخبار لا عمل فيه، وفسّر هذا المجيب بحسب الخلاف فيه الوجه في ضلال الكفار كيف وقع، وأنه لما متعهم الله تعالى بالنعم الدنياوية وأدرها لهم ولأسلافهم الأحقاب الطويلة {نسوا الذكر} أي ما ذكر به الناس على ألسنة الأنبياء، و{بورًا}، معناه هلكًا، والبوار الهلاك واختلف في لفظة بور، فقالت فرقة هو مصدر يوصف به الجمع والواحد ومنه قول ابن الزبعرى: الخفيف:
يا رسول المليك إن لساني ** راتق ما فتقت إذ أنا بور

وقالت فرقة هي جمع بائر وهو الذي قد فارقه الخير فحصل بذلك في حكم الهلاك باشره الهلاك بعد أو لم يباشر، قال الحسن البائر الذي لا خير فيه، وقوله تعالى: {فقد كذبوكم} الآية خطاب من الله تعالى بلا خلاف، فمن قال إن المجيب الأصنام كان معنى هذه إخبار الكفار أن أصنامهم قد كذبوهم، وفي هذه الأخبار خزي وتوبيخ، والفرقة التي قالت إن المجيب هو الملائكة وعزير وعيسى ونحوهم اختلفت في المخاطب بهذه الآية، فقالت فرقة المخاطب الكفار على جهة التقريع والتوبيخ وقالت فرقة المخاطب هؤلاء المعبودون أعلمهم الله تعالى أن الكفار بأفعالهم القبيحة قد كذبوا هذه المقالة وزعموا أن هؤلاء هم الأولياء من دون الله، وقالت فرقة خاطب الله تعالى المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أي كذبوكم أيها المؤمنون الكفار فيما تقولونه من التوحيد والشرع، وقرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم {بما يقولون فما يستطيعون} بالياء فيهما، وقرأ حفص عن عاصم {بما تقولون فما تستطيعون} بالتاء فيهما، وقرأ الباقون وأبو بكر أيضًا عن عاصم والناس {تقولون} بالتاء من فوق {فما يستطيعون} بالياء من تحت، ورجحها أبو حاتم، وقرأ أبو حيوة {يقولون} بالياء، من تحت {فما تستطيعون} بالتاء من فوق، وقال مجاهد الضمير في {يستطيعون} هو للمشركين، قال الطبري وفي مصحف ابن مسعود: {فما يستطيعون لك صرفًا} وفي قراءة أبي بن كعب {لقد كذبوك فما يستطيعون لك} قال أبو حاتم في حرف عبد الله {لكم صرفًا} على جمع الضمير، و{صرفًا} معناه ردّ التكذيب أو العذاب أو ما اقتضاه المعنى بحسب الخلاف المتقدم، وقوله: {ومن يظلم منكم نذقه}، قيل هو خطاب للكفار، وقيل للمؤمنين، والظلم هنا الشرك قاله الحسن وابن جريج وقد يحتمل أن يعم غيره من المعاصي، وفي حرف أبي {ومن يكذب منكم نذقه عذابًا كبيرًا}.
{وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ}.
هذه الآية رد على كفار قريش في استبعادهم أن يكون من البشر رسول وقولهم {مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} [الفرقان: 7] فأخبر الله تعالى محمدًا صلى الله عليه وسلم وأمته أنه لم يرسل قبل في سائر الدهر نبيًا إلا بهذه الصفة، والمفعول ب {أرسلنا} محذوف يدل عليه الكلام تقديره رجلًا أو رسلًا، وعلى هذا المحذوف المقدر يعود الضمير في قوله: {إلا إنهم} وذهبت فرقة إلى أن قوله: {ليأكلون الطعام} كناية عن الحدث، وقرأ جمهور الناس {ويَمْشون} بفتح الياء وسكون الميم وتخفيف الشين، وقرأ علي وعبد الرحمن وابن مسعود {يُمَشَّون} بضم الياء وفتح الميم وشد الشين المفتوحة بمعنى يدعون إلى المشي ويحملون عليه، وقرأ أبو عبد الرحمن بضم الياء وفتح الميم وضم الشين المشددة وهي بمعنى يمشون ومنه قول الشاعر: الطويل:
أمشي بأعطان المياه وأبتغي ** قلائص منها صعبة وركوب

ثم أخبر عز وجل أن السبب في ذلك أن الله تعالى أراد أن يجعل بعض العبيد {فتنة} لبعض على العموم في جميع الناس مؤمن وكافر، فالصحيح فتنة للمريض، والغني فتنة للفقير، والفقير الشاكر فتنة للغني، والرسول المخصوص بكرامة النبوة فتنة لأشراف الناس الكفار في عصره، وكذلك العلماء وحكام العدل، وقد تلا ابن القاسم هذه الآية حين رأى أشهب، والتوقيف ب {أتصبرون} خاص للمؤمنين المحقين فهو لأمة محمد صلى الله عليه وسلم كأنه جعل إمهال الكفار فتنة للمؤمنين أي اختبارًا ثم وقفهم هل يصبرون أم لا، ثم أعرب قوله: {وكان ربك بصيرًا} عن الوعد للصابرين والوعيد للعاصين، ثم أخبر عن مقالة الكفار. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {ويوم يَحْشُرُهُمْ}.
قرأ ابن كثير، وحفص عن عاصم: {يحشرهم} {فيقول} بالياء فيهما.
وقرأ نافع، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: {نحشرهم} بالنون {فيقول} بالياء.
وقرأ ابن عامر: {نحشرهم} {فنقول} بالنون فيهما جميعًا، يعني: المشركين، {وما يَعْبُدون} قال مجاهد: يعني عيسى وعزيرًا والملائكة.
وقال عكرمة، والضحاك: يعني الأصنام، فيأذن الله للأصنام في الكلام، ويخاطبها {فيقول أأنتم أضللتم عِبادي} أي: أمرتموهم بعبادتكم {أم هم ضَلُّوا السبيل} أي: أخطأوا الطريق.
{قالوا} يعني الأصنام {سبحانَكَ} نزَّهوا الله تعالى أن يُعْبَدَ غيره {ما كان ينبغي لنا أن نَتَّخذ من دونك من أولياء} نُواليهم؛ والمعنى: ما كان ينبغي لنا أن نَعبد نحن غيرك، فكيف ندعو إِلى عبادتنا؟! فدل هذا الجواب على أنهم لم يأمروا بعبادتهم.
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي، وابن جبير، والحسن، وقتادة، وأبو جعفر، وابن يعمر، وعاصم الجحدري: {أن نُتَّخَذ} برفع النون وفتحِ الخاء.
ثم ذكروا سبب تركهم الإِيمان، فقالوا: {ولكن مَتَّعْتَهم} أي: أطلت لهم العمر وأوسعت لهم الرزق {حتى نَسُوا الذِّكْر} أي: تركوا الإِيمان بالقرآن والاتِّعاظَ به {وكانوا قومًا بُورًا} قال ابن عباس: هَلْكى.
وقال في رواية أخرى، البُور: في لغة أزد عُمان: الفاسد.
قال ابن قتيبة: هو من بارَ يَبُور: إِذا هلك وبطَل، يقال: بار الطعامُ: إِذا كَسَد، وبارت الأَيّمُ، إِذا لم يُرغَبْ فيها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوَّذُ من بَوَار الأيِّمِ، قال: وقال أبو عبيدة: يقال: رجل بُورٌ، وقوم بور لا يُجمَع ولا يُثنَّى، واحتج بقول الشاعر:
يا رَسُولَ المَلِيكِ إِنَّ لِسَاني ** رَاتِقٌ ما فَتَقْتُ إِذْ أَنَا بُورُ

وقد سمعنا برجل بائر، ورأيناهم ربما جمعوا فاعلًا على فُعْل، نحو عائذٍ وعُوذٍ، وشارِفٍ وشُرْفٍ.
قال المفسرون: فيقال للكفار حينئذ {فقد كذَّبوكم}، أي: فقد كذَّبكم المعبودون في قولكم: إِنهم آلهة.
وقرأ سعيد ابن جبير، ومجاهد، ومعاذ القارىء، وابن شنبوذ عن قنبل: {بما يقولون} بالياء؛ والمعنى: كذَّبوكم بقولهم: {سبحانكَ ما كان ينبغي لنا} الآية؛ هذا قول الأكثرين.
وقال ابن زيد: الخطاب للمؤمنين؛ فالمعنى: فقد كذَّبكم المشركون بما تقولون: إِن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى: {فما يَستطيعون صَرْفًا ولا نَصْرًا} قرأ الأكثرون بالياء.
وفيه وجهان.
أحدهما: فما يستطيع المعبودون صرفًا للعذاب عنكم ولا نصرًا لكم.
والثاني: فما يستطيع الكفار صرفًا لعذاب الله عنهم ولا نصرًا لأنفسهم.
وقرأ حفص عن عاصم: {تستطيعون} بالتاء؛ والخطاب للكفار.
وحكى ابن قتيبة عن يونس البصري أنه قال: الصَّرْف: الحيلةُ من قولهم: إِنه ليتصرَّف.
قوله تعالى: {ومن يَظْلِمْ منكم} أي: بالشِّرك {نُذِقْهُ} في الآخرة.
وقرأ عاصم الجحدري، والضحاك، وأبو الجوزاء وقتادة: {يذقه} بالياء {عذابًا كبيرًا} أي: شديدًا.
{وما أرسَلْنا قبلكَ من المرسلين} قال الزجاج: في الآية محذوف، تقديره: وما أرسلنا قبلك رُسلًا من المرسَلين، فحذفت {رسلًا} لأن قوله: {من المرسَلين} يدلّ عليها.
قوله تعالى: {إِلا إِنَّهم لَيَأكُلون الطعام ويمشون في الأسواق} أي: إِنهم كانوا على مثل حالكَ، فكيف تكون بِدْعًا منهم؟!
فإن قيل: لم كُسرت {إِنَّهم} هاهنا، وفتحت في [براءة: 54] في قوله: {أن تُقْبَلَ منهم نفقاتُهم إِلاّ أنَّهم} فقد بيَّنَّا هنالك عِلَّة فتح تلك؛ فأما كسر هذه، فذكر ابن الأنباري فيه وجهين.
أحدهما: أن تكون فيها واو حال مضمرة، فكسرت بعدها إِنّ للاستئناف، فيكون التقدير: إِلا وإِنَّهم ليأكلون الطعام، فأُضمرت الواو هاهنا كما أُضمرت في قوله: {أو هم قائلون} [الأعراف: 4]، والتأويل: أو وهم قائلون.
والثاني: أن تكون كُسرت لإِضمار مَنْ قبلها، فيكون التقدير: وما أرسلنا قبلكَ من المرسَلين إِلا مَنْ إِنهم ليأكلون، قال الشاعر:
فظلُّوا ومنهم دَمْعُه سَابق له ** وآخَرُ يَثني دَمْعَة العَيْنِ بالمَهْلِ

أراد: مَن دمعُه.
قوله تعالى: {وجعلنا بعضَكم لبعض فِتنة} الفتنة: الابتلاء والاختبار.
وفي معنى الكلام ثلاثة أقوال.
أحدها: أنه افتتان الفقير بالغنيّ، يقول: لو شاء لجعلني غنيًّا، والأعمى بالبصير، والسقيم بالصحيح، قاله الحسن.
والثاني: ابتلاء الشريف بالوضيع، والعربي بالمولى، فإذا أراد الشريف أن يُسْلِم فرأى الوضيع قد سبقه بالإِسلام أنف فأقام على كفره، قاله ابن السائب.
والثالث: أن المستهزئين من قريش كانوا إِذا رأوا فقراء المؤمنين، قالوا: انظروا إِلى أتباع محمد من موالينا ورُذالتنا، قاله مقاتل.
فعلى الأول: يكون الخطاب بقوله: {أتَصْبِرون} لأهل البلاء.
وعلى الثاني: للرؤساء، فيكون المعنى: أتصبرون على سبق الموالي والأتباع.
وعلى الثالث: للفقراء؛ فالمعنى: أتصبرون على أذى الكفار واستهزائهم، والمعنى: قد علمتم ما وُعِد الصابرون، {وكان ربُّك بصيرًا} بمن يصبر وبمن يجزع. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ}.
قرأ ابن محيصِن وحميد وابن كثير وحفص ويعقوب وأبو عمرو في رواية الدورِيّ: {يَحْشُرُهُمْ} بالياء.
واختاره أبو عبيد وأبو حاتم؛ لقوله في أول الكلام: {كَانَ عَلَى رَبِّكَ} وفي آخره {أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَأُلاءِ}.
الباقون بالنون على التعظيم.
{وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} من الملائكة والإنس والجن والمسيح وعُزير؛ قاله مجاهد وابن جريج.
الضحاك وعكرمة: الأصنام.
{فَيَقُولُ} قراءة العامة بالياء وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم.
وقرأ ابن عامر وأبو حيوة بالنون على التعظيم.
{أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاَءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السبيل} وهذا استفهام توبيخ للكفار.
{قَالُواْ سُبْحَانَكَ} أي قال المعبودون من دون الله سبحانك؛ أي تنزيهًا لك {مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ}.
فإن قيل: فإن كانت الأصنام التي تعبد تحشر فكيف تنطق وهي جماد؟ قيل له: ينطقها الله تعالى يوم القيامة كما ينطق الأيدي والأرجل.
وقرأ الحسن وأبو جعفر: {أَنْ نُتَّخَذُ} بضم النون وفتح الخاء على الفعل المجهول.
وقد تكلم في هذه القراءة النحويون؛ فقال أبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر: لا يجوز {نُتَّخَذَ}.
وقال أبو عمرو: لو كانت {نُتَّخَذَ} لحذفت {مِن} الثانية فقلت: أن نُتَّخذ من دونك أولياء.
كذلك قال أبو عبيدة، لا يجوز {نُتَّخَذَ} لأن الله تعالى ذكر {مِن} مرتين، ولو كان كما قرأ لقال: أن نُتخذ من دونك أولياءَ.
وقيل: إن {مِن} الثانية صلة قال النحاس: ومثل أبي عمرو على جلالته ومحله يستحسن ما قال؛ لأنه جاء ببينة.
وشرح ما قال أنه يقال: ما اتخذت رجلًا ولِيًا؛ فيجوز أن يقع هذا للواحد بعينه؛ ثم يقال: ما اتخذت من رجل وليًا فيكون نفيًا عامًا، وقولك {وليا} تابع لما قبله فلا يجوز أن تدخل فيه {مِن} لأنه لا فائدة في ذلك.
{ولكن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ} أي في الدنيا بالصحة والغنى وطول العمر بعد موت الرسل صلوات الله عليهم.